
تتميّز طرابزون بطابع فريد يجعلها مختلفة عن باقي مدن تركيا؛ فهي مدينة تجمع بين هدوء الطبيعة الشمالية وقرب البحر مع جمال القرى الجبلية التي تحيط بها من كل اتجاه. تُعرف طرابزون بأجوائها الباردة حتى في الصيف، وبمناظرها التي تتدرج من الغابات الكثيفة إلى الهضاب المرتفعة التي تغمرها السحب.

وتُعدّ وجهة محبّبة للعائلات والباحثين عن الاسترخاء، لما تقدّمه من تنوّع في الأنشطة؛ من زيارة البحيرات الشهيرة مثل أوزنجول، إلى استكشاف المعالم التاريخية كآيا صوفيا طرابزون ودير سوميلا المحفور في الجبل. في طرابزون، يشعر الزائر أنه انتقل إلى عالم مختلف يضم الطبيعة، والتاريخ، والهدوء في مدينة واحدة.

تُعدّ مرتفعات السلطان مراد واحدة من أجمل الهضاب في شمال تركيا، وتقع على ارتفاع يصل إلى نحو 2200 متر فوق سطح البحر. وقد أخذت اسمها من السلطان مراد الرابع الذي أقام فيها مع جيشه عند عودته من حملته على إيران عام 1635م، ثم جعلها لاحقًا محطة للراحة والإقامة. كما تضم المنطقة قبور شهداء الجيش العثماني الذين سقطوا في معارك الحرب العالمية الأولى ضد الجيش الروسي، ويُقام في الثالث والعشرين من يونيو كل عام احتفال رسمي تخليدًا لذكراهم. وفي العشرين من أغسطس تحتضن المرتفعات مهرجانًا سنويًا شهيرًا يجذب آلاف الزوار.

وتُعد مرتفعات السلطان مراد وجهة مثالية لعشاق الطبيعة؛ فهي تمنح زائريها لوحات طبيعية آسرة، وأجواء لطيفة، ومساحات واسعة للاسترخاء والتأمل. وتتوفر في المنطقة خدمات سياحية متكاملة تلائم جميع الزوار، إضافة إلى ثلاثة فنادق من بينها فندق مصنّف بأربعة نجوم، ما يجعل الإقامة فيها مريحة وسهلة.
ويمكن للزائر أن يجعل من هذه المرتفعات محطة ضمن برنامج سياحي متنوع، إذ تقع بالقرب من أشهر معالم طرابزون الطبيعية والتاريخية مثل بحيرة أوزنغول، ودير سوميلا، ومتحف جودت سوناي. ويُعد فصل الصيف الوقت الأمثل لزيارتها نظرًا لاعتدال الطقس، بينما يجد محبو الشتاء متعة خاصة في مشاهدة المرتفعات وهي مكسوّة بالثلوج خلال الأشهر الباردة .

دير سوميلا أحد أبرز رموز السياحة في طرابزون، فهو يقع على ارتفاع يقارب 1200 متر فوق مستوى البحر في قرية آلتِن ديري التابعة لمنطقة ماتشكا، وسط غابات كثيفة ومنحدرات صخرية تمنحه مشهدًا استثنائيًا يجذب محبي الطبيعة والمغامرة. ويُعرف شعبيًا باسم "دير الأم مريم"، ويعتبر من أهم الأماكن السياحية في طرابزون التي يقصدها الزوار من مختلف أنحاء العالم.
وترجع أصول الدير إلى الفترة ما بين عامي 375 و395م عندما شيده الراهبان سوفرانيوس وبراناباس القادمان من أثينا، في عهد الإمبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الأول. ومع مرور الزمن، شهد الدير توسعات مهمة خلال القرن السادس، ثم اكتسب مكانته الحالية في القرن الثالث عشر مع صعود إمارة الكومنينوس في طرابزون، الأمر الذي جعله مركزًا دينيًا وثقافيًا مهمًا في المنطقة. كما مرّ عبر مراحل عديدة من الترميم، وكان تحت السيطرة الروسية لفترة قصيرة بين عامي 1916 و1918م، قبل أن يتم إخلاؤه نهائيًا عام 1923م.

وعند زيارة الدير ضمن رحلات طرابزون، سيلاحظ الزائر مدى اتساعه وتنوع مرافقه؛ إذ يتكوّن من الكنيسة الصخرية الرئيسية، وعدد من المعابد الملحقة بها، إضافة إلى مطبخ وغرف للطلبة وقاعة للضيافة ومكتبة قديمة. كما يمتد عند مدخله درج طويل وضيّق يصعد بالزوار تدريجيًا نحو البهو الرئيسي، بينما تظهر بقايا قناة كانت تمد الدير بالماء قديمًا .
وقد حرصت الحكومة التركية في السنوات الأخيرة على إعادة تأهيل الدير لما يمثله من قيمة سياحية وثقافية، فشملت المرحلة الأولى من الترميم إصلاح الطريق المؤدي إليه بطول 300 متر، وترميم بعض مبانيه الداخلية وتدعيم الأدراج. كما تم فتح ممر جديد نحو الواجهة الشمالية التي لم تكن متاحة للزيارة من قبل. وتستمر المرحلة الثانية لمعالجة الهياكل الداخلية والكنائس والغرف، وهو ما سيجعل الدير أكثر جاهزية لاستقبال الزوار ضمن أي برنامج سياحي في طرابزون.

ويؤكد الزوار دائمًا أن طبيعة طرابزون المحيطة بالدير تمنحه سحرًا خاصًا، حيث تصفه السائحة الفرنسية إيزابيل بأنه أجمل بكثير مما يبدو في الصور، وأن أجواءه الجبلية تمنح تجربة لا تُنسى. كما يرى الأدلاء السياحيون أن افتتاح المراحل المتجددة من الدير سيجعل منه محطة رئيسية لكل من يزور طرابزون، بينما يعبّر السياح عن حماسهم لرؤية الأجزاء التي يجري العمل عليها حاليًا.

ويُعد دير سوميلا اليوم من أهم المعالم التي لا بد من زيارتها ضمن قائمة "أهم معالم طرابزون"، ومن الوجهات الأساسية لمحبي التاريخ والطبيعة في تركيا، حيث يجمع بين جمال البيئة الجبلية وقيمة التراث البيزنطي العريق.

تُعد بحيرة أوزنجول واحدة من أشهر أيقونات السياحة في طرابزون، وهي قرية جبلية ساحرة تقع جنوب شرق المدينة على بُعد نحو 100 كم. تمتاز أوزنجول بطبيعتها الخضراء الممتدة على سفوح جبال سوجانلي المكسوة بالغابات الكثيفة، بينما تستقر في وسطها البحيرة الطويلة التي منحت المنطقة اسمها وشهرتها، بارتفاع يقارب 1200 متر عن سطح البحر وبمحيط يصل إلى 7 كم.
وتُعد أوزنجول من أجمل الأماكن السياحية في طرابزون، حيث يقصدها الزوار للاستمتاع بجمالها الطبيعي وأجوائها اللطيفة خاصة بين مايو ويوليو، وهي فترة مثالية للتخييم، والنزهات الجبلية، والمشي وسط الطبيعة الهادئة. أما في الصيف فتزداد روعة المكان بفضل المناخ المعتدل والهواء البارد القادم من الجبال، بينما تتحول أوزنجول في الشتاء إلى لوحة بيضاء ساحرة مع تجمد البحيرة وتساقط الثلوج.

وتوفر المنطقة خيارات مميزة للمسافرين ضمن أي برنامج سياحي في طرابزون؛ فحول البحيرة تنتشر مطاعم تقدّم أشهى أطباق الأسماك وخاصة سمك السلمون الطازج، إلى جانب فنادق صغيرة مطلة على الغابات، ومحلات للهدايا التذكارية، ومسجد ذي إطلالة جميلة يضيف طابعًا روحانيًا للقرية.

تتنوع أنشطة بحيرة أوزنجول بشكل يجعلها وجهة مثالية للعائلات ولعشاق الاسترخاء والطبيعة؛ فالمنطقة معروفة بمساراتها الهادئة، ومواقع التصوير ذات الإطلالات البانورامية، والمقاهي المطلة على البحيرة. وتبلغ أوزنجول ذروة سحرها في فصل الصيف عندما تتلألأ مياهها تحت أشعة الشمس، مما يجعلها من أكثر معالم طرابزون جذبًا للزوار المحليين والسياح .

سواء كنت تبحث عن الهدوء، أو مناظر طبيعية آسرة، أو مكان ملائم لقضاء يوم كامل بين الجبال، فإن بحيرة أوزنجول في طرابزون تبقى وجهة يمكن زيارتها في أي وقت من العام، وستمنحك تجربة لا تُنسى بين أحضان الطبيعة.

قصر أتاتورك في طرابزون واحدًا من أبرز المعالم التاريخية والثقافية التي تُثري تجربة الزائر ضمن السياحة في طرابزون، إذ يعود تاريخ بنائه إلى عام 1890 على طراز أوروبي أنيق، وقد استضاف مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك خلال زيارتيه للمدينة عامي 1934 و1937. يقع القصر على بُعد سبعة كيلومترات فقط من مركز المدينة، مما يجعله محطة رئيسية في معظم البرامج السياحية في طرابزون.
يضم القصر مجموعة من المقتنيات الأصلية التي استخدمها أتاتورك بنفسه، وتتيح للزوار فرصة الاطلاع على جزء من حياته وشخصيته. ويتكوّن المبنى من ثلاث طوابق تتوزع فيها الغرف الفاخرة والأثاث العائد لبداية القرن العشرين، ما يجسد جمال العمارة الأوروبية في تلك الحقبة. كما تحيط بالقصر حدائق واسعة مزينة بالورود الملونة ومسارات هادئة تجعل الزيارة أكثر متعة، خاصة لمحبي الطبيعة والتصوير.

ويُعرف قصر أتاتورك في طرابزون بأنه من أهم الأماكن السياحية في طرابزون وتركيا نظرًا لقيمته التاريخية ورمزيته الوطنية، حيث يجسد مراحل مهمة من تاريخ الجمهورية التركية. يمكن للزوار القيام بجولات إرشادية داخل القصر للتعرف على تفاصيل بنائه، وقصة زيارات أتاتورك، وأهمية المعالم التي يحتويها. كما تطل حدائقه على مناظر طبيعية خلابة للبحر الأسود، مما يزيد من جمال المكان ويجعله نقطة جذب رئيسية للسياح.
وفي بعض المواسم يحتضن القصر فعاليات ثقافية ومعارض فنية تضيف بعدًا جديدًا لتجربة الزوار، وتبرز دوره بوصفه مركزًا ثقافيًا مهمًا يعكس تراث طرابزون وتاريخها العريق. وبفضل موقعه وتصميمه الأنيق وتاريخه العميق، يبقى قصر أتاتورك رمزًا حيًا للتراث التركي وأحد أجمل معالم المدينة.

إن زيارة هذا القصر تمنح الزائر فرصة للعودة إلى الماضي والتعرف على اللحظات التي شكلت ملامح تركيا الحديثة، مما يجعل الرحلة إليه تجربة لا تُنسى لكل محبي التاريخ والثقافة ضمن رحلتهم إلى طرابزون تركيا.

تُعد هضبة حيدر نبي واحدة من أجمل معالم السياحة في طرابزون، حيث ترتفع إلى نحو 1600 متر فوق سطح البحر، وتتميّز بمشهد طبيعي لا يُوصف يجمع بين الضباب العالق بين قمم الجبال، والأمطار المتقطعة، والمراعي الخضراء الواسعة. تعتبر المنطقة مقصدًا رئيسيًا للزوار ضمن رحلات طرابزون بفضل أجوائها الباردة ومساحاتها الطبيعية التي تمنح تجربة استرخاء فريدة.
يقع منتجع حيدر نبي طرابزون فوق قمة جبلية ساحرة، ويُعد من أبرز الوجهات الطبيعية القريبة من طرابزون، مما يجعله محطة أساسية في أي برنامج سياحي في طرابزون. وعند صعود الهضبة ستشاهد السحب تلامس رؤوس الجبال في لوحة طبيعية مذهلة تجذب عشاق التصوير والطبيعة على حد سواء. كما تنتشر في أعلى الهضبة العديد من المقاهي والمطاعم التي تتيح للزوار الاستمتاع بوجبات محلية وإطلالات لا تُنسى.

وتقع هضبة حيدر نبي في شمال تركيا، وتتميّز بأجواء ريفية نقية وطبيعة خلابة تجعلها من أجمل أماكن السياحة في طرابزون للعائلات وللمهتمين بالتخييم والتجول بين الغابات والمروج. وتُعد وجبات الإفطار القروية أحد التجارب التي لا ينبغي تفويتها، حيث يمكن للزائر تناول الطعام وسط مشاهد الجبال والسهول الخضراء.
ومن أبرز محطات الزيارة ضمن سياحة طرابزون في هذه المنطقة، تأتي بحيرة الأسماك الشهيرة، وهي من أهم معالم الهضبة، حيث تحيط بها غابات مورقة وتنتشر حولها المطاعم والمقاهي المطلة على مناظر مدهشة. وتمنح البحيرة للزوار فرصة رائعة للاسترخاء والتقاط الصور التذكارية، ما يجعلها خيارًا مثاليًا لكل من يبحث عن الهدوء وسط الطبيعة.

كما تُعد هضبة حيدر نبي مكانًا مثاليًا لعشاق التصوير، إذ يمكن التقاط صور ساحرة من أعلى الجبل، وفي محيط البحيرة، وبين المقاهي المنتشرة في أعالي الهضبة. لهذا يُنصح بإحضار كاميرا جيدة لتوثيق هذه اللحظات الفريدة التي تميز السياحة في طرابزون عن غيرها.
هضبة حيدر نبي ليست فقط وجهة طبيعية، بل تجربة متكاملة تجمع الجمال والهدوء والهواء النقي، لتبقى أحد أجمل الأماكن التي يجب زيارتها عند السفر إلى شمال تركيا.

تُعد مغارة تشال إحدى أهم الوجهات التي يقصدها المسافرون من أجل السياحة في طرابزون، فهي تُصنَّف كثاني أطول المغارات في العالم، وتقع في قرية دوز كوي على ارتفاع 1050 مترًا عن سطح البحر، وسط طبيعة جبلية آسرة تُعد من أبرز معالم السياحة في شمال تركيا. تتميز المغارة بوجود أودية وبرك مائية وصواعد ونوازل تشكلت عبر ملايين السنين، مما يُبرز جمالها الفريد ويجعلها محطة أساسية لكل محبي الطبيعة.

يبلغ طول مغارة تشال نحو 8 كيلومترات، لكن يُسمح للزوار باستكشاف مسافة 1 كيلومتر فقط، وهي كافية لاكتشاف سحر المكان وروعة التكوينات الطبيعية. وتتميز المغارة بمجرى هوائي نقي، يُعرف بتأثيراته الإيجابية على مرضى الربو وحالات ضيق التنفس، مما يضيف لها قيمة صحية تجعلها وجهة محببة ضمن برامج سياحة الطبيعة في طرابزون.

وعند الدخول إلى مغارة تشال، يمكن للزوار الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تطل على بركة المياه في الأسفل، إضافة إلى وجود مقهى صغير يقدم المشروبات الساخنة في أجواء هادئة، بينما يتوفر عند مدخل المغارة مطعم مميز يوفر وجبات محلية لذيذة، مما يجعل الزيارة تجربة متكاملة لعشاق الأماكن السياحية في طرابزون.

لا تنسَ التقاط الصور التذكارية خلال جولتك، فالمغارة وما حولها توفر خلفيات طبيعية مذهلة، تُعد من أكثر الأماكن المناسبة للتصوير في طرابزون السياحية.

حديقة وادي زاغنوس واحدة من أجمل أماكن السياحة في طرابزون، حيث تقع في منتصف المدينة وتتميز بطبيعتها الخلابة وأجوائها الهادئة التي تجعلها وجهة مثالية للعائلات ومحبي الاسترخاء. يمتد الوادي وسط مساحات خضراء واسعة تتخللها الأشجار المورقة والممرات المخصصة للمشي والجري، مما يجعله محطة رئيسية ضمن أشهر الأماكن السياحية في طرابزون .
يحتوي وادي زاغنوس على بحيرة جميلة تضم مجموعة من طيور البجع، ما يمنح المكان لمسة ساحرة تضيف للزيارة متعة بصرية فريدة. كما تتواجد مقاهي شعبية تقدم الشاي التركي التقليدي، وتُعد خيارًا رائعًا للاستراحة والاستمتاع بالمنظر البانورامي المحيط، خاصة أن الحديقة تقع بجانب المنطقة الأثرية في المدينة، وهو ما يجعلها نقطة تجمع بين الطبيعة والتاريخ في آن واحد.

تُعد الحديقة من أبرز الوجهات التي يبحث عنها زوار طرابزون السياحية، إذ توفر فرصة مثالية للهروب من صخب المدينة دون الابتعاد عن مركزها. يمكنك التجول بين الممرات الخضراء، الاسترخاء على المقاعد المظللة، أو simplemente الاستمتاع بنقاء الهواء والمناظر الطبيعية الساحرة التي تُعد من عناصر الجذب الرئيسية في السياحة في شمال تركيا.
وتُعتبر زيارة Zagnos Valley Park تجربة تمنحك صفاءً ذهنيًا وهدوءًا عميقًا، فهي المكان الأنسب لإعادة شحن طاقتك، خاصة مع وفرة الأنشطة المختلفة التي يمكن ممارستها داخل الحديقة، من المشي والتنزه وحتى التقاط الصور التذكارية في واحدة من أجمل بقاع الطبيعة داخل المدينة .

إذا كنت تخطط لرحلة استجمام ممتعة ضمن برنامج سياحة طرابزون، فإن وادي زاغنوس هو وجهة لا يجب تفويتها، لما يجمعه من طبيعة خلابة، معالم أثرية، ومرافق عائلية مناسبة للجميع.